مدونة صالح بن عثمان الحقيل

  سيرتي في هذا السيرة أخذت جانب حياتي الدراسي بسبب أنه حافل بالأحداث بدأت في الصف الأول في ابتدائية مجمع التويجري وفي حقيقة الأمر أتستطيع القول أن الصف الأول والثاني كانا خيبة أمل لي والسبب رؤيتي لذلك العالم الذي كنت أظن أن الجميع يعرف أبي لأنه كان في ذات المدرسة أو في المجمع ذاته فقد كان أمين مصادر الثانوية حتى وصلت بي المواصل إلا أن أجلب فطوري وأفطر عند الوكلاء رغم عدم عرفتهم الوثيقة بأبي واستمر هذا الحال إلى أن انتقلت إلى ابتدائية المجمعة الأهلية وقد تذوقت جحيم الآلام فقد كنت في الصف الثالث ابتدائي ولا أدري ماذا يكن بعض المعلمين لنا فقد كان يضربنا بلا دافع أو عقاب فقط هكذا ويضحك على ما يفعله بنا وكم كنت غبياً في عدم الحديث مع أبي في ذلك واستمر بي الحال حتى حدث ما أردت وهو انتقالنا إلى ابتدائية السعودية فأصبح جنةً لي مقاربةً بتلك الأهلية البغيضة صدم مما رأيت بها ففيها ألعاب مثل (الهوكي، والبلياردو، والفريرة، والتنس) ورغم أن المجمعة الأهلية مدرسة خاصة لم توفر لنا ذلك وأيضاً لا يوجد بها مدرسين أكفاء مع الأسف فلما وصلت إلى ابتدائية السعودية فصدمت من شرح المعلمين المتميز والرائع وا...

    قرر الذهاب إلى البر حتى يجمع الحطب ويبيعه بسعر عالٍ فهذا أوانه، جهز سيارته وأخذ ما يحتاجه (فأس، وحبال، ووقود احتياطي، وماء، وبندقية، وجهاز للملاحة، وبعض الطعام) وبدأ رحلته متوجهاً إلى قلب الصحراء حيث يستقر وادٍ للأرطى لا يعلم به أحد سواه، واستمر الطريق به ساعات حتى أوصله جهاز الملاحة إليه، فوجده كما عهده لم تصله يد بشر!   أنزل أغراضه، وبدأ في الاحتطاب لكن الليل أدركه، فقال في نفسه: أنام الليلة هنا، وأكمل ما بقي في الصباح. تناول تصبيرة جبن جاهزة ثم استلقى في السيارة لينام، وتدثر بفروته من البرد لكنه استوحش من المكان فلم ينم، فاحتضن بندقيته، وأخرج علبة سجائر، وبدأ بالتدخين، وبعد أن أنهى أول سيجارة فتح النافذة ورماها عالياً لكن الهواء جعلها تستقر في حوض السيارة الخلفي حيث الحطب والوقود الاحتياطي الذي تسرب منه شيء يسير بسبب اهتزازات الطريق، فاشتعل الوقود محرقاً معه الحطب، وبعد برهة اشتم رائحة الحريق فالتفت وراءه فرأى ما لم يكن في حسبانه، فقفز من السيارة فزعاً مما جرى، وانفجرت سيارته أمام ناظريه، فتكالب الحزن والخوف والرهبة عليه حتى لم يستطع أن ينطق بكلمة! لم يعلم ما يفع...