اللغات
اللــــــغــــــات
بالتأكيد
كانت لغة العالم عبارة عن لغة واحد فقد خلق الله آدم – عليه السلام – قبل آلاف
السنين وكان يتكلم لغةً واحدة وسلالة آدم أيضاً كانت تتكلم تلك اللغة لكن.. في
وقتنا الحاضر لما تتواجد أكثر من 5 آلاف لغة متوزعة على أنحاء العالم فمن أين نشأت
وكيف نشأت.
من المعروف أن الإنسان بطبيعة الحال كسول ويحب
جعل الحياة أسهل بعدة طرق وذلك كان منذ آلاف السنين فقد اخترع الإنسان العجلة،
والبكرة... والعديد من الأشياء التي تخلق حياةً أفضل، ولذلك لم يقتصر على الأفعال
اليومية للإنسان فقط، فقد كان اللسان أيضاً يبحث عن النطق السهل ومحاولة تقليل
وتقنين الجهد عبر الطرق التي قد لا نعلم عنها أو نحس بها فمثلا اللهجات هي واحدة
من هذه الطرق. لو أخذنا على سبيل المثال اللغات الأوربية (الإنجليزية، الفرنسية،
البلجيكية، والألمانية ) لوجدنا أنها تشترك بالكثير من العوامل التي من الاستحالة
أن تكون محض صدفة والاشتراك لا يكون اشتراكاً بالمعاني أو النطق فقط – كاشتراك
اللغة العربية والإنجليزية ببعض المصطلحات لكن العربية والإنجليزية لا تتشابهان من
ناحية القواعد أو أصول اللغة – وذلك يرجع إلى أن اللغات الأوربية كانت ترجع إلى
لغة أم تدعى باللغة اللاتينية - وهي لغة قد مات منذ سنوات وتستخدم كلغة علم في بعض
التخصصات – وهذا يفسر التشابه الكبير بين تلك اللغات فقد كانت في السابق عبارة عن
لهجات للغة اللاتينية وتطورت إلى لغات منفصلة ولو رجعنا إلى اللغة العربية لوجدنا
العديد من اللغات المشابهة لها كالفارسية، والأردية، والتركية، والمالطية لكن تلك
اللغات في الحقيقة انحدرت من اللغة العربية نفسها لا من لغة أخرى في الحقيقة اللغة
العربية قد تكون أكبر لغة عمراً في عصرنا الحالي لكونها لم تتغير تغير كبيراً عكس
اللغات التي كانت في عصرها بل أن بعض اللغات قد انقرضت ولم تصل إلى عصرنا الحالي
ويقال أن اللغة العربية ترجع إلى اللغة السامية الأم والتي تندرج تحتها عدة لغات
منها الآرامية والبربرية والعبرية القديمة ( فالحديثة ليست إلا لغة مصطنعة لا تمت للقديمة
بصلة ) ونعود لنقول أن اللغات السابقة ما كانت إلا لهجات وتحولت إلى لغات منفصلة قتلت
اللغة الأم وفي الحقيقة أن اللغة من الاستحالة ألا تموت وذلك منطبق على جميع
اللغات لكن قد يكون هنالك عوامل تقلل من سرعة انتهاء اللغة كالكتابة والقراءة والتعلم
فكلها تقلل من سرعة موتها والآن نرى أن اللغة العربية متقسمة إلى عدة لهجات وقد
تتحول هذي اللغات إلى لهجات ولكن من الغريب جداً أن اللغة العربية وصل عمرها إلى
أكثر من ألفي عام بلا أي تغيير جذري في مصطلحات اللغة فعلى ما أظن أن العربي الذي
قبل ألفي عام يستطيع التخاطب مع الشخص العامي لدينا هنا على الرغم من صعوبة ذلك
إلا أن غالب الكلام ومجمله سيكون مفهوماً وقد يكون السبب الأقوى في ذلك أن القرآن
نزل باللغة العربية ولم يترجم أو يوضع للغة غيرها مما جعل الإسلام واللغة العربية
متأصلان في بعضهما البعض فيجب على المسلم أن يتعلم العربية لكي يتم دينه ولكي
يستطيع قراءة القرآن بأكمل صورة.
في
النهاية قد يكون تغير اللغة دليلاً على حياتها فاللغات التي لا تتغير هي من ماتت
منذ سنوات.