الرشوة وتبييض الأموال وارتباطها بالعملات المشفرة.

  




كتبت هذا المقال بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد في مشاركة لمعرض جامعة المجمعة لمكافحة الفساد.

عرّف البنك الدولي الفساد: "شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظمة يُعهد إليها بمركز سلطة؛ وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السلطة لصالح الفرد."

ولعل أهم أنواع الفساد هي الرشوة وتبييض الأموال.

الرشوة الإلكترونية:

الرشوة التقليدية بدأت تحتضر بفترتنا الأخيرة بفضل الله ثم فضل مكافحة الفساد، ولكن ظهر لنا نموذج جديد من الرشوة "الرشوة الإلكترونية": حيث تستخدم قنوات تقنية عالمية لإخفاء الرشوة عن جهات ضبط ومتابعة الفساد ومن أهم تلك القنوات "العملات المشفرة" وهي التي ظهرت مؤخراً بالساحة وبقوة (البتكوين، الإثيريوم... إلخ) وتتميز تلك العملات بعدم المركزية بذلك من الصعب جداً أو المستحيل الوصول لصاحب المحفظة إلم يتصل ببنوك محلية بدولته.

تبييض الأموال:

عملية تضفي الشرعية على أموال غير شرعية مثل الرشوة، فتبييض الأموال والرشوة عاملان مرتبطان، فلا وجود لرشوة دون تبييض لها.

ولعل الرشوة وتبييض الأموال يشتركان في عوامل عديدة من أهمها "العملات المشفرة"، ففي خضم عاصفة "العملات المشفرة" حاولت الدول محاربتها؛ لكونها ساعد مهم في جرائم الرشوة وتبييض الأموال والعديد من الدول شرعت قوانين لمكافحة تلك العملات مع ذلك لا تزال مستخدمة بدولهم لذلك لن يُحدث حظر هذي العملات فرقاً دون إيجاد طرق لتتبع الرشاوي في هذي القنوات مما يجعل المرتشي يرتكب جريمة أخرى هي تببيض الأموال فدون تبييضها سيتم التوصل إليه بسهولة.

طرق لمكافحة الرشوة وتبييض الأموال في العملات المشفرة:

بالرغم من أن العملات المشفرة لا مركزية إلا أنها تتميز بالشفافية العالية فسجلات كل محفظة معروضة على العامة الداخل والخارج لأي محفظة معروض بالسجل العام، ولكن دون أن تعرف صاحب المحفظة وأقتبس من مقال للبنك الدولي يطرح فيه أحد الحلول:

"تستطيع الحكومة أو المؤسسة الإنمائية استخدام عملة مُشفَّرة قائمة غير مجهولة الهوية، أو ابتكار عملة خاصة بها وإعطاءها اسماً مثل "العملة النظيفة". وقد تتحدَّد قيمة العملة المشفرة بعوامل السوق، ومن المستحب أن تكون مربوطة بعملة نقدية لتقليل التقلُّبات (بيتكوين على سبيل المثال أظهرت درجة عالية جداً من التقلُّب منذ إنشائها). ويساعد اعتماد قواعد البيانات المتسلسلة على تعقُّب استخدام العملة المُشفَّرة. وقاعدة البيانات المتسلسلة هي قائمة تتزايد باستمرار للمعاملات (بلوك) التي تُجرَى باستخدام العملة المُشفَّرة، وتُسجَّل بحسب تسلسلها الزمني. وقاعدة البيانات المتسلسلة تديرها شبكة نظراء (القائمين على التحقق من العمليات وإنشاء وحدات جديدة من العملة المشفرة) تلتزم بشكل جماعي بقواعد بروتوكول للتحقُّق من صحة المعاملات الجديدة. وحالما تُسجَّل بيانات المعاملة، فإنه لا يمكن تعديلها بأثر رجعي لأنها ستتطلَّب تعديل كل المعاملات اللاحقة. ولأن البيانات تُخزَّن في الكثير جدا من الحواسيب فإن احتمال فقدان البيانات يكاد يكون منعدماً، ولأنها مُشفَّرة، فإن سرية البيانات تكون مُصانة. ولأن قاعدة البيانات المتسلسلة هي سجل عام لكل المعاملات بالعملة المشفرة، فإنه يمكن البحث فيها واستخدامها في تعقُّب كل المعاملات واقتفاء أثرها."

وهذا هو أهم الحلول لمكافحة الرشوة وتبييض الأموال في العملات المشفرة إلا أن ذلك وبكل أسف أوجد حلاً آخر لتبييض الأموال وهو "خلاط التشفير" أو (تورنيدو كاش): " هو نظام خالط لمعاملات البلوكتشاين مفتوح المصدر وغير مركزي ولا يمتلكه أحد يعمل على شبكة اثيريوم. يهدف تورنادو كاش لجمع معاملات اثيريوم وغيرها من العملات المبنية على اثيريوم والتي يسهل تعقبها وخلطها معا لطمس المصدر لكل عملة أو جعل تعقبها في غاية الصعوبة."

ختاماً الفساد هو كالشر سيبقى إلى الأزل فمهما أوجدنا من حلول لمكافحته سنجده موجود بطريقة أخرى مثل برنامج الحماية من الفيروسات والفيروسات فالعلاقة طردية، تطور سبل المكافحة يطور الفيروس نفسه، ولكن ذلك يجعل من مكافحة الفساد تتطور وتتحدث باستمرار جاعلة من الفساد ينحسر أكثر وأكثر. 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انتهى عصر البرمجة؟!

دلــــــــــة

تقرير عن معرض المدن الذكية بالعاصمة الرياض 2024

صورتي
صالح الحقيل
المجمعة, الرياض, Saudi Arabia
باحث عن المعرفة، عالم بيانات وقارئ متواضع، وذو قلم كسول. مهتم بالاقتصاد والتقنية. تغريداتي ما هي إلا إنعكاس لآرائي ووجهات نظري الخاصة.