البطل

 البطل

الشخصية التي يركز عليها الكاتب جل قصته أو عمله.

العديد من الكتاب يصنع أبطال لأعمالهم بأشياء بسيطة ولعل أهمها "قتل البطل" فقد تتمز احدى الأعمال فقط بقتل بطلها إذ يضحى الكاتب بالبطل ليصل إلى أسمى شيء في مستواه ذاك العمل، ولكن قتل البطل ورغم أنه يرفع من العمل إلى مستوى عالي إلا أنه سلاح ذو حدين قد يجعل من العمل أضحوكة أو يجعل منه فناً!

إذاً ما الفاصل بتلك المسألة؟

لا أظن أن لدي إجابة فاصلة في تلك النقطة بالذات، ليس بالسهولة كتابة قصة مترابطة وفي نفس الوقت أن يضحي الكاتب ببطله فهي مراهنة قوية من قبل الكاتب على عمله، ولكن ستكون وجهة نظري هي الفاصل بهذا الموضوع بالنسبة لي.

كشخص كتب العديد من القصص القصيرة وصراحة لم تصل تلك القصص للمستوى الذي أردته إلا قصة واحدة وهي "ثم أتت الطائرة" وقبل أن تأتي إلي فكرة القصة أردت أن أصل إلى نتيجة ختامها نهاية البطل، أعلم أني كنت "سفاحا" في تلك النقطة لكن لم أجد سبيلاً لإيصال النهاية لسموها سوى القضاء على البطل بالتالي لن أضطر لوضع نهاية للقصة بل تركها مفتوحة، وبعد نشري لتلك القصة قبل ثلاث سنوات تقريبا لا زالت القصة هي أفضل ما كتبت وشعرت بالفخر إثر كتابتها. العديد من الأعمال جسدت قتل البطل بطريقة نالت على إعجاب كبيرة! ولكن كما قلت قتل البطل له حد قاتل أيضا للقصة في حال كانت تضحية البطل في شيء مهما كان مهما في القصة بلا طائل فهي تضحية فاشلة ولا تعد إلا سقطة في العمل! أو بالأصح إلم يستطيع الكاتب تعليل قتله للبطل فهذا نموذج فاشل لتضحية! على سبيل المثال: هنالك عمل "أكامي جا كيل" كانت خاتمة العمل بقتل غالب الشخصيات الرئيسية، وبصراحة النهاية جداً سيئة ولم ترقى أبداً لتضحية البطل بل كانت تضحية البطل بلا نفع للقارئ ولا للقصة، وكأن الكاتب كان سفاحا يريد قتل أي شخصية أو وهو الغالب أن التضحيات القوية والكبيرة للشخصيات الرئيسية ما هو إلا تغطية على ضعف في وسط القصة مما يجعل النهاية ضحلة، ومثال آخر على الاستخدام الذي رأيته صحيحا هو رواية أجاثا كرستي (الستارة) التي قتلت فيها بطلها المحقق بوارو ورغم أن موت بوارو كان طبيعيا إلا أن بوار و بذاته كان منتحراً لأسباب لا داعي لنتطرق إليها، صحيح أن تضحية بوارو في وسط القصة لم تكن ذات فائدة إلا أن الكاتبة عللت ذلك بتعليل منقطي تماما وهو ضمير بوارو لم يسمح له أن يعيش بعد أن فشل بإثبات جرم المجرم عليه وعدم حصوله على دليل ملموس على شخص كان سفاحا قاتلاً مجرما متسلسلاً لعديد من الجرائم التي لم يشارك بها من الأساس تلك هي الجريمة الكاملة بقوله! مما جعل بوارو ينتقم لما حدث بقتله هذا الشخص ولكن بعد أن مسح جميع الدلائل على قتله إياه ثم لحق به متأثراً بنوبة قلبية، كانت نهاية بطل أقل ما يقال فيه متقنة! 

ختاما قتل البطل هو أسلوب لتقوية أساس القصة لكن حين ي ستخدم في غير موضعه يجعل في القصة ضعفا لا يسد ولا "يرقع" لذا يتجنب العديد من الكتاب قتل أبطالهم. باستثناء عامل المحبين ومتابعين العمل فلهم تأثير على فلسفلة الكاتب إذا كانت كتابته مشهورة مثل ما حدث مؤلف شارلوك إذ أعاد إحياء شارلوك هولمز بعد ما قتله وهذا شيء لا يصح لكن المال يعمي الكتاب ويحدث ذلك في غالب الأعمال المشهورة.


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انتهى عصر البرمجة؟!

دلــــــــــة

تقرير عن معرض المدن الذكية بالعاصمة الرياض 2024

صورتي
صالح الحقيل
المجمعة, الرياض, Saudi Arabia
باحث عن المعرفة، عالم بيانات وقارئ متواضع، وذو قلم كسول. مهتم بالاقتصاد والتقنية. تغريداتي ما هي إلا إنعكاس لآرائي ووجهات نظري الخاصة.